تقرير رويترز لعام 2025 عن الأخبار الرقمية

التاريخ: 2025-07-18 13:34:29

رويترز: تراجع ثقة الجمهور، تزايد مخاطر التضليل، وجاذبية الصحافة الاستقصائية

أصدر معهد رويترز حديثًا تقريره السنوي المتعمق عن حالة الإعلام الرقمي العالمي، حيث تُظهر نتائجه بيئة إخبارية تشهد تحولات سريعة في عادات استهلاك الجمهور للأخبار، وانعدام الثقة في القدرة على التمييز بين الصحيح والزائف، لكن مع إدراك متزايد لقيمة الصحافة الاستقصائية المستقلة.

شملت استطلاعات هذا العام رقمًا قياسيًا يبلغ 48 سوقًا عبر ست قارات، مع إضافة رؤى جديدة من مستهلكي الأخبار في صربيا لأول مرة.

وجد معهد رويترز أن المشاركين في الاستطلاع يبتعدون بشكل متزايد عن المنصات الإعلامية "التقليدية" مثل الصحف المطبوعة والتلفزيون والمواقع الإخبارية، ويتجهون بدلًا من ذلك إلى وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست كمصادر أساسية للأخبار. ضمن هذا الاتجاه، هناك نمو ملحوظ في استهلاك المحتوى الإخباري عبر الفيديو، مع صعود دور "المؤثرين" على يوتيوب وتيك توك الذين أصبحوا مرشحين ومجمعين ومعلقين شائعين للأخبار. ومع ذلك، نادرًا ما يقوم هؤلاء المؤثرون بتقديم تقارير إخبارية أصلية، وغالبًا ما يعتمدون على إعادة نشر مواد صحفية من وسائل إعلامية معروفة، مما قد يفتح فرصًا للتعاون مع غرف الأخبار المحترفة.

لكن بسبب الطبيعة غير الرسمية وغير الموثقة لهؤلاء المؤثرين في عرض الأخبار، أثاروا مخاوف متزايدة لدى الجمهور حول مصداقيتهم ودقتهم. في الواقع، وعلى الرغم من شعبيتهم، تم تصنيف المؤثرين عبر الإنترنت بين أكبر مصدرين لتهديد نشر معلومات خاطئة أو مضللة عالميًا (47%)، على قدم المساواة مع تهديد الدعاية السياسية من قبل السياسيين الوطنيين (47%). بينما اعتبر ثلث المشاركين (32%) أن وسائل الإعلام والصحفيين أنفسهم مصدر رئيسي للتضليل.

بشكل عام، يتوافق الشعور بخطورة انتشار الأخبار المزيفة مع قلق أوسع عبر عنه غالبية الجمهور (58%) مفاده أن التمييز بين الحقيقة والكذب عبر الإنترنت أصبح أكثر صعوبة.

يمكن أن تلعب الصحافة الاستقصائية دورًا رئيسيًا في استعادة تلك الثقة، كما وجد التقرير. عبر الجمهور عن رغبته في رؤية المزيد من التقارير التي تحاسب المسؤولين. وأشار التقرير إلى أن "المشاركين يريدون أن يركز الصحفيون على تحقيقات تستهدف أصحاب النفوذ وتقديم تحليلات عميقة بدلًا من ملاحقة الخوارزميات لجذب النقرات."

وعند التحقق من الأخبار المشكوك فيها، صنف الجمهور "مصدر إخباري موثوق" كخيارهم الأول (38%)، بينما جاءت مواقع التحقق من الحقائق في المرتبة الرابعة (25%). من اللافت أن الذكاء الاصطناعي، مع سجله المعروف في اختلاق الحقائق والمصادر، حصل على أقل نسبة ثقة (9%) بين من يسعون للتأكد من صحة المعلومات.

من أكثر الاتجاهات المشجعة لمستقبل الصحافة الاستقصائية هو النمو المستمر للبودكاست، خاصة بين الشباب. في الولايات المتحدة مثلًا، استمع 15% من المشاركين إلى بودكاست إخباري خلال الأسبوع الماضي، وهي من أعلى النسب عالميًا. وتقترب هذه النسبة من استخدام بعض منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل إنستغرام (19%) وواتساب (19%) وتيك توك (16%) وإكس/تويتر (12%).

بالإضافة إلى ذلك، قال ما يقارب ثلاثة أرباع المستمعين (73%) إن البودكاست "ساعدهم على فهم القضايا بشكل أعمق مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى." كما أبدى جمهور البودكاست استعدادًا أكبر للدفع مقابل محتوى عالي الجودة ومبني على تحقيقات معمقة. كما قال أحد المشاركين البريطانيين البالغ من العمر 23 عامًا: "إذا قدم البودكاست صحافة استقصائية فريدة أو مناقشات يقودها خبراء أو تحليلات متعمقة تتجاوز التغطية الإخبارية العادية، فقد أفكر في الاشتراك المدفوع."